كان هناك رجلً أعمى يشتكي ضيق الحال ولكنه كان يستحي من سؤال الناس وفي أحد الأيام أشار عليه أحد أصدقائه بأن يكتب لوحة كبيرة ويضعها بجانبه توضح أنه يحتاج المساعدة، وبالفعل قام صديقه بكتابة “أنا أعمى أحتاج المساعدة” على لوحة ووضعها بجانبه، وبعد مرور عدة أيام وجد أن المارة لا يضعون إلا القليل من النقود أمامه وهي لا تكفي حاجته، ولكنه كان يحمد الله على ما أتاه من رزق.
وفي أحد الأيام مر من أمامه أحد صناع الإعلانات التجاريةوأخذ اللوحة التي بجانب الأعمى ومزقها، فاندهش الأعمى من فعله ولكن الرجل هدأه ووعده بأن يكتب له لوحة أخرى ولكن عليه أن يخبره بالفرق لم يستوعب الأعمى ما يقصده الرجل ولكنه هدأ بمجرد أن لمس اللوحة واطمأن أنها بجانبه وبعد ساعات وجد الأعمى أن المارة وضعوا أمامه نقود كثيرة وهو على غير العادة، كان الأعمى مندهشًا من تبدل الحال لكنه لا يعلم السر وراء ذلك.
و عندما مر من أمامه رجل وألقى عليه السلام فعرفه الأعمى إنه صاحب
نحن في فصل الربيع و لكني لا أستطيع رؤية جماله”
عرف الأعمى أن هذه الكلمات البسيطة جعلت الناس يدركون حجم المأساة التي يعيشها هذا الرجل من فقده لجميع اللمسات الجمالية المحيطة به في حياته على الرغم من اللوحتين كانا يحملان نفس المعنى وهو أن الرجل أعمى إلا أن كلمات الرجل كادت تلمس القوب رغم بساطتها