في يوم من الايام دخلت المعلمة الي الفصل متحمسة،سلمت علي الطلاب وطلبت أن يخرج كل واحد منهم ورقة ويكتب عليها قائمة باسماء زملائه في الفصل مع ترك مسافة بين كل اسم وآخر، ثم طلبت منهم أن يقوموا بكتابة اجمل شئ يمكن قوله عن كل زميل في هذه المسافة الخالية، واخبرتهم المعلمة أنها سوف تجمع الاوراق بعد يوم العطلة .
وبالفعل بدأ كل طالب يحضر ورقته ويكتب فيها ما طلبت العلمة، وبعد يوم العطلة جمعت المعلمة كل الاوراق وكتبت اسم كل طالب في ورقة منفصلة وتحته قائمة بكل ما كتبه عنه زملائه، ثم أعطت كل طالب وطالبة الورقة التي تحمل ما كتبه عنه اصدقائه في الفصل .
بعد مرور وقت قصير بدأت ابتسامة عريضة تظهر علي وجوه الجميع وهم يقرأون الاوراق، وتردد في انحاء الفصل عبارات بنبرة سعيدة مثل : حقاً ؟! لم أكن اعرف انني محبوب لهذه الدرجة من زملائي، لم ادرك يوماً انني اعني شيئاً لأي احد
وبعد مرور سنوات طويلة صار احد هؤلاء الطلاب ضابطاً وقُتل في حرب فيتنام. حضرت المعلمةُ الجنازة وكانت هذه المرة الاولي التي تري فيها جندياً في كفن عسكري، لقد كان وسيماً جميلاً، وامتلأت الكنيسة باصدقاء هذا الجندي القدامي من المدرسة، واحاطوا بالنعش وهم يتمنون له الرحمة والمغفرة، وكانت المعلمة آخر من بارك الجثمان، فجاء إليها الجندي وسألها : فجاء إليها الجندي وسألها: «هل أنتِ معلمة «مارك» لمادة الرياضيات.» أومأتْ بالإيجاب، فقال الجندي: «كان مارك يتحدث عنك كثيرًا.»
بعد انتهاء الجنازة جاء والد مارك ووالدته للتحدث مع المعلمة وطلبوا منها أن تأتي معهم حتي يعرضوا عليها شيئاً ما، ثم قام والده بإخراج ورقتين من محفظته عليهم شرائط لاصقة ويبدو عليهم القدم واثر السنوات واضحاً للغاية، ثم اعطي هذه الاوراق للمعلمة وقال لها انهم وجدوا هذه فوق جثمان مارك عندما قتل، تعرفت المعلمة علي الفور علي الاوراق، فقد كانت هي قائمة الصفات الطيبة التي كتبها الزملاءُ في مارك.
عندما أخبرتهم المعلمة بالامر اخذت والدة مارك تبكي بحرارة وهي تقول : «نشكرك كثيرًا على فِعل هذا، كما ترين كان مارك يعتبرها ثروته.» بدأ باقي الزملاء القدامي لمارك يتجمعون حول المعلمة ويخبروها أنهم لا يزالوا ايضاً حتي الآن يحتفظون بهذه القائمة، وتمتم احدهم : «أظن أننا جميعًا نحمل قوائمنا.»
العبرة من القصة : جميل أن نخبر من نحبهم بذلك، ونشعرهم بمدي اهميتهم، ونعبر لهم علي مكانتهم وأنهم مُهمون واستثنائيون في حياتنا. دعونا نخبرهم أنهم يعنون الكثير لنا، قبل فوات الأوان